 |
| محكمة نيجيرية تُلزم مؤثرين على تيك توك بالزواج بعد فيديو مثير للجدل. مصدر الصورة: unsplash |
محكمة في نيجيريا تلزم مؤثرين بالزواج بعد فيديو مثير
في سابقة غريبة أثارت موجة من الجدل داخل نيجيريا وخارجها، أصدرت محكمة في مدينة كانو، شمال البلاد، حكمًا قضائيًا يقضي بإلزام اثنين من مؤثري التطبيق الشهير "تيك توك" بالزواج خلال فترة لا تتجاوز الشهرين (ستين يومًا)، بعد أن قد نشرا على تطبيق "تيك توك" مقطع فيديو وصفته السلطات النيجيرية بأنه "منافٍ للآداب العامة".
تفاصيل القصة
تعود أحداث هذه القضية إلى المؤثر إدريس ماي وشيريا (Idris Mai Wushirya)، والمؤثرة باسيرا يار غودا (Basira Yar Guda)، وهي امرأة تعاني من التقزّم (قصر في القامة)، حيث ظهرا في مقاطع فيديو على منصة "تيك توك" وهما يتبادلان القُبل والعناق أمام الكامير
الفيديو الذي انتشر بشكل واسع في مدينة كانو المحافظة، اعتبره الكثيرون خروجًا عن القيم والتقاليد الاجتماعية السائدة في المجتمع المسلم بشمال دولة نيجيريا
ورأت المحكمة أن ما فعلاه المؤثران يمثل تصرّفًا غير لائق يخالف قواعد الشريعة الإسلامية المطبقة في الولاية، لتأمر شرطة الشريعة المعروفة باسم "هيسبة" (Hisbah) بإتمام الزواج رسميًا خلال مهلة أقصاها شهران.
تصريح السلطة القضائية
قال بابا جيبو إبراهيم، المتحدث باسم السلطة القضائية في ولاية كانو، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية (AFP): "المحكمة أمرت شرطة هيسبة بعقد قران الرجل والمرأة لأنهما أظهرا علنًا مشاعر الحب على تيك توك، والزواج هو السبيل الشرعي لتقنين تلك العلاقة" أضاف إبراهيم أن هذا القرار يهدف إلى "حماية القيم الأخلاقية في المجتمع"، موضحًا أن الزواج يجب أن يتم خلال "الستين يومًا القادمة" على الأكثر من تاريخ صدور هذا الحكم
الموافقة والاستعداد للزواج
وقد أكد عبا صوفي، المدير العام لشرطة الشريعة في كانو، أن الجهتين المعنيتين بالأمر وهما (إدريس وباسيرا) قد أبديا موافقتهما الكاملة على الحكم الصادر في حقهم، وأن شرطة هيسبة بدأت فعلاً التحضيرات لإقامة الزفاف
وأوضح كذلك أن أسرة إدريس حضرت إلى مقر الشرطة وقدّمت موافقتها الرسمية، فيما تواصلت السلطات مع أسرة باسيرا المقيمة في ولاية زامفارا التي تبعد أكثر من 300 كيلومتر عن كانو.
ردود فعل متباينة
أثار هذا القرار موجة واسعة من النقاش على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض، فبينما رأى البعض أن المحكمة قامت "بتطبيق القيم المحلية وحماية الأخلاق العامة"
اعتبر أشخاص آخرون أن ما حدث هو "تدخل صارخ في الحريات الفردية" وأن الزواج يجب أن يكون اختياريا لا اجباريا وانتشرت التعليقات الساخرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي
حيث وصف بعض المستخدمين القرار بأنه "أغرب حكم قضائي في تاريخ نيجيريا"، فيما دعا آخرون إلى وضع قوانين أكثر وضوحًا لتنظيم استخدام المنصات الرقمية بما لا يتعارض مع الخصوصية الفردية.
شرطة "هيسبة"(hisbah) في نيجيريا
ولاية كانو تعد واحدة من 12 ولاية نيجيرية تطبّق الشريعة الإسلامية إلى جانب القانون المدني، تأسست شرطة الشريعة، أو "هيسبة"، عام 2001 هدفها مراقبة السلوك العام وضبط المخالفات الأخلاقية في المجتمع
وفي السنوات الأخيرة، وسّعت شرطة الشريعة "هيسبة" من نشاطها لتشمل مراقبة محتوى المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة بعد انتشار مقاطع يُنظر إليها على أنها "غير أخلاقية" أو مخالفة للتقاليد الإسلامية.
هذه القضية تسلط الضوء على التناقض بين حرية التعبير الرقمية والتقاليد الدينية والاجتماعية في بعض المجتمعات المحافظة، كما تثير تساؤلات حول مستقبل حرية المحتوى في نيجيريا. وبينما منصة "تيك توك" إلى منصة رئيسية للتعبير والتأثير، يبقى السؤال المطروح: إلى أي حد يمكن للقانون أن يتدخل في حياة الناس الخاصة؟
المصادر: