مشجع فلامنغو يوشم قميص فريقه على جسده بالكامل

مشجع فلامنغو يوشم قميص فريقه على جسده بالكامل
مشجع فلامنغو يوشم قميص فريقه على جسده بالكامل. مصدر الصورة: unsplash 

حب يتجاوز الحدود من التشجيع إلى الوشم

في عالم كرة القدم، هناك مشجعون أوفياء، وهناك أيضًا من تخطوا حدود الولاء إلى مستويات لاتصدق لكن ما فعله البرازيلي ماوريسيو دوس أنجوس تجاوز الخيال فهذا المشجع لم يكتفِ بتشجيع فريقه "فلامنغو" من المدرجات أو حفظ أسماء لاعبيه

 بل قرر أن يحمل قميص فريقه المفضل على جسده وإلى الأبد، من خلال وشم ضخم لفريق"فلامنغو" البرازيلي  يغطي هذا الوشم صدره وظهره وذراعيه بالكامل

القصة ليست مجرد نزوة أو تجربة فنية، بل هي رحلة ألم وشغف استمرت أكثر من عام كامل، وامتدت عبر 32 جلسة و90 ساعة من العمل الدقيق على الجلد. و النتيجة كانت وشم بالحجم الطبيعي يجسّد القميص الأحمر والأسود الشهير لنادي "فلامنغو" البرازيلي، أحد أكثر الأندية شعبية في أمريكا اللاتينية.

بداية حلم الوشم

منذ طفولة ماوريسيو كان مولعًا بنادي "فلامنغو" البرازيلي فقد كان يرى في فريقة المفضل مصدر فخر واعتزاز، ومعبلوغ  ماوريسيو دوس أنجوس سن الثامنة عشرة، قرر أن يعبّر عن حبه هذا بوشم بسيط على ذراعه يحمل تميمة النادي (النسر) وشعاره الرسمي

لكن فكرة الوشم الأكبر ظلت تراوده اعدة سنوات ويقول في حوار أجرته معه مجلة فايس البرازيل:"كنت دائمًا أحلم بالحصول على وشم يمثل قميص فلامنغو، لكنني كنت أعتقد أن تكلفته ستكون باهظة جدًا."

وحقيقةً، عندما سأل عن سعر الوشم، أخبروه أن التكلفة قد تصل إلى 15,000 ريال برازيلي (حوالي 3000 جنيه إسترليني) ومن هنا بدأ ماوريسيو رحلة الادخار، بل إنه باع دراجته النارية ليحقق حلمه.

مفاجأة من فنان الشوم

كان الحظ حليفًا لماوريسيو دوس أنجوس ،عندما قابل فنان الوشم فقد عرض عليه الفنان إكمال وشم القميص بالكامل مجانًا مقابل ذلك يجب على القصة أن تنتشر في وسائل الإعلام، كانت فرصة لا تُفوّت، فبدأ تنفيذها.

وخلال عامٍ كامل و32 جلسة مؤلمة، غطى الوشم مساحة 40% من جسده: الخصر والعنق، الكتفين والذراعين، أما الظهر فقد خُصص لتكريم أسطورته المفضلة، فقد وشم رقم 10 تكريمًا لزيكو، النجم التاريخي"لفلامنغو

لقاء مع الأسطورة زيكو

حظي ماوريسيو دوس أنجوس بلقاء: الأسطورة زيكو نفسه، عندما رآه زيكو، تفاجأ تمامًا ولم يصدق مايراه أمام عينيه، حتى لمس وشم القميص بيده ليتأكد أنه وشم حقيقي، يقول ماوريسيو :"طلبت منه أن يوقع على جلدي، ثم وشمت توقيعه ليبقى معي دائمًا

"ومنذ ذلك اليوم، أصبح الرجل شخصية مشهورة في ريو دي جانيرو، إذ يعرفه الناس باسم "الرجل الذي ارتدى قميص فلامنغو إلى الأبد".

دعم العائلة رغم الصدمة

لم يكن الأمور سهلةً داخل عائلة ماوريسيو، فعنمدما أخبر زوجته لأول مرة، كانت ردّة فعلها صادمة، حيث قالت له:"توقف فورًا! هل فقدت عقلك؟" كانت تخاف أن يسخر الناس منه أو أن يهاجمونه في الشارع العام بسبب وشم قميص "فلامنغو" اللافت للنظر

لكن بعد ماتحدث معها مطولا، تفهمت دوافعه، خصوصًا أنها أيضًا من مشجعي "فلامنغو"، وإن لم تصل إلى درجة هوسه وجنونه بالفريق البرازيلي 

أما أطفاله الثلاثة توأمان في الثالثة وابنة في الخامسة من عمرها هي تفهمت الأمر لأن بعض أصدقائها أخبروها أنهم رأوه في الأنترنت، أما التوأمين فقد اعتادوا على الأمر لاحقًا، يقول ماوريسيو:"في البداية، عندما كنت أعود إلى المنزل والوشم مغطى بالبلاستيك، كانوا يسألونني إن كنت مصابًا، أما الآن فهم يرون الأمر طبيعيًا جدًا."

ألم الوشم

القليل فقط من يمكنه تخيل مقدار الألم الذي يتطلبه وشم بهذا الحجم، الأضلاع والإبطين، العمود الفقري، الرقبة والبطن كل هذه المناطق هي مناطق شديدة الحساسية، لكن أصعب جزء بالنسبة لماوريسيو العمود الفقري فقد كان الأكثر ألمًا بالنسبة له حسب ماصرح به لمجلة فايس البرازيل لكن ماوريسيو لم يتراجع لحظة واحدة ويقول بثقة:"صدقوني، لم أشعر بالندم أبدًا" 

شهرة واسعة بعد الوشم

تحولت قصة  ماوريسيو دوس أنجوس إلى شهرة إعلامية كبيرة في البرازيل فقد تداولت الصحف وكذلك المواقع الإلكترونية صور جسده الموشوم، وقد ساعده وشمه الغريب على الالتقاء بعدة نجوم سابقين مثل روندينيلي ورونالدو أنجيليم والذي أعجبهم الوشم كثيرًا يقول ماوريسيو في حوار أجراه مع مجلة فايس البرازيل

الوشم يجلب الحظ

المفارقة أن نادي مدينة ريو دي جانيرو"نادي فلامنغو"  لم يحرز بطولة كوبا ليبرتادوريس منذ عام 1981، لكنه فاز بها عام 2019، و في عام 2021، وصل "فلامنغو" إلى النهائي مجددًا، قبل أن يخسر أمام "فريق بالميراس". وكأن وشم ماوريسيو لقميص فريقه المفضل هو بمتابة "التميمة السحرية" للنادي.

هل انتهى الوشم هنا؟ 

رغم أن الكثيرين يسألونه هل سيواصل وشم بقية الزي يعني الشورت والجوارب أو حتى السترة إلا أنه يؤكد:"لن أكرر تجربة بهذا الحجم مرة أخرى، لكنني ربما أوشم شيئًا صغيرًا آخر يرمز "لفلامنغو"، يقول ماوريسيو في الوقت الحالي، لا أستطيع تعريض الوشم لأشعة الشمس المباشرة، فهو مايزال وشمًا حديثًا لذلك ما زالت أرتدي قميص" فلامنغو" الحقيقي فوق الوشم مرتين أسبوعيًا على الأقل لحمايته، وفي المنزل ابقى عاري الصدر دائمًا.

أغرب وشوم قمصان كرة القدم

وشم البرازيلي ماوريسيو دوس أنجوس  ليس هو الحالة الوحيدة في العالم، لكنه بلا شك الأكثر شهرة وإتقانًا، ففي عام 2010، قام الكولومبي فيليبي ألفاريز بوشم قميص ناديه أتليتيكو ناسيونال بلون أخضر فقط دون الخطوط البيضاء، إلا أن ماقام به ماوريسيو فاقه دقة وتفصيلًا، إذ أعاد رسم كل خط ولون من ألوان القميص الأصلي.

عندما يصبح الشغف فوق المستحيل

ماوريسيو دوس أنجوس ليس مجرد مشجع شغوف بفريقه حد الجنون، بل رمزًا للولاء والانتماء في عالم كرة القدم ،فقصة هذا الأب البرازيلي البسيط من مدينة "ريو دي جانيرو" تلخص معنى العشق الحقيقي للنادي

ذلك الحب الذي لا يُشتر لا بالمال ولابأي شيء آخر، ولا يُقاس بعدد الألقاب، بل يُحفر تحت الجلد حرفيًا، قد يراه بعض الناس مجنونًا، وقد يعتبره البعض الآخر إنسانًا وفيًّا لفريقه، لكن لا أحد يمكنه إنكار أن ما فعله ماوريسيو دوس أنجوس هو تعبير فريد وغريب في آن واحد يعبر عن الشغف والإخلاص 

لقد جعل من جسده لوحة فنية تروي قصة حبٍّ لا تنتهي بين رجل وناديه، ومن المؤكد أنهذه القصة الغريبة لهذا المشجع المجنون ستبقى خالدة في ذاكرة كرة القدم، ودليلًا على أن الانتماء الحقيقي لا يُكتب على الورق فقط، بل قد يوصل صاحبه بأن يفعل الأغرب والمستحيل "أن يُوشم على جسده قميص فريقه المفضل".

المصادر: 

موقع metro.co.uk /موقع vice.com/ موقع sportbible.com
تعليقات