فضيحة طحن الورق وتقديمه مع القمح المدعم بالمغرب


فضيحة  طحن الورق وتقديمه مع القمح المدعم بالمغرب
فضيحة  طحن الورق وتقديمه مع القمح المدعم بالمغرب. مصدرالصور: pixabay

أحمد التويزي يكشف فضيحة "الدقيق الأبيض" 

شهد مجلس النواب المغربي نقاشًا حارً بعد أن كشف فريق الأصالة والمعاصرة، والذي يعرف باسم "حزب الجرار"، فضيحة من العيار الثقيل تتعلق بملف دعم القمح والدقيق الأبيض، الذي يكلف خزينة الدولة المغربية حوالي 16.8 مليار درهم سنويًا

ففي جلسة مناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2026، كشف رئيس الفريق النيابي للحزب، أحمد التويزي، عن حقائق ومعطيات مثيرة جدُا تفيد بأن جزءًا مهمًا من هذا الدعم لا يخضع للمراقبة الكافية، بل تستفيد منه شركات وصفها بأنها "تطحن الأوراق فقط" وتقدّمها كقمح مدعم أو رفقة القمح علما أن هذا القمح المدعم هو موجه للطبقة الفقيرة

وقال الرئيس التويزي إن هذه الممارسات تمثل إهانة للفئات الهشة التي خُصص لها الدعم، مشيرًا إلى أن "الدقيق الأبيض الذي يُفترض أن يكون موجهًا للفقراء لا يمكن استهلاكه بتاتًا"، في إشارة إلى تدني جودته وغياب المراقبة الصارمة على مسار توزيعه

وأضاف أحمد التويزي أن هذه الوضعية تتطلب معالجة عاجلة وجدية، سواءً من طرف الحكومة الحالية أو الحكومة المقبلة، لأن استمرارها يعني ضياع مليارات الدراهم دون تحقيق الأهداف الاجتماعية المرجوة من صندوق المقاصة.

الفقراء يدفعون الثمن والأغنياء يستفيدون
 الفقراء يدفعون الثمن والأغنياء يستفيدون. مصدر الصور: unsplash

الفقراء يدفعون الثمن والأغنياء يستفيدون

خلال كلمته أمام أعضاء لجنة المالية، شدد الرئيس أحمد التويزي على أن منظومة الدعم الحالية تعاني من خلل بنيوي عميق، حيث يستفيد منها الأغنياء أكثر من الفقراء، رغم أن الهدف الحقيقي هو حماية القدرة الشرائية للمواطنين محدودي الدخل

وأوضح التويزي أن الحل يكمن في تفعيل السجل الاجتماعي الموحّد، الذي سيمكن من توجيه الدعم المباشر إلى مستحقيه الحقيقيين، بحيث يستطيع المواطن اقتناء المواد الأساسية مثل السكر والدقيق والأرغفة بأسعارها الحقيقية وبدون وسطاء

وأشار كذلك أحمد التويزي إلى أن صندوق المقاصة لم يُنشأ لخدمة رجال الأعمال أو البرلمانيين أو الفئات الميسورة الحال، بل لدعم الطبقة الفقيرة والمتوسطة التي تعاني من ارتفاع تكاليف المعيشة، معتبرًا أن استمرار هذا الوضع يُكرّس اللامساواة الاجتماعية ويُضعف العدالة الاقتصادية.

رؤية جديدة للتنمية القروية
رؤية جديدة للتنمية القروية. مصدر الصور: unsplash

رؤية جديدة للتنمية القروية

في سياق حديث أحمد التويزي، تطرق القيادي في فريق الأصالة والمعاصرة إلى مسألة التنمية القروية، موضحًا أهمية مشروع "المراكز القروية الصاعدة" الذي تم إطلاقه بهدف تقليص الفوارق المجالية والحد من الهجرة القروية نحو المدن الكبرى

وأظهر أن البرنامج يشمل إنشاء 77 مركزًا قرويًا جديدًا، واحد في كل إقليم، بهدف توفير بنية تحتية متكاملة وخدمات أساسية تُحفّز على الاستقرار في القرى 

كما دعا إلى دعم هذه المبادرة من خلال الصندوق الملكي للتنمية القروية، حتى تتحول هذه المراكز إلى فضاءات إنتاجية قادرة على خلق فرص شغل وتحقيق توازن تنموي حقيقي بين المدن والقرى.

تفاؤل اقتصادي رغم الجفاف والتحديات
تفاؤل اقتصادي رغم الجفاف والتحديات. مصدر الصورة: unsplash 

تفاؤل اقتصادي رغم الجفاف والتحديات

في ما يتعلق بفرضيات إعداد الميزانية الجديدة، أوضح أحمد التويزي أن الحكومة بنت تقديراتها على محصول 70 مليون قنطار من الحبوب، رغم موجة الجفاف الذي عرفته البلاد، مؤكدًا أن هذا الرقم يعكس "تفاؤلاً مشروعًا" بأن هطول الأمطار قد يكون في الأشهر المقبلة وتُحسن من الإنتاج الفلاحي

كما أكد أن الحكومة تتوفر على آليات احترازية للتعامل مع التقلبات الاقتصادية أو المناخية، بما يضمن الحفاظ على توازن المالية العمومية واستمرارية الإنفاق العمومي

أما في ما يتعلق بمسألة التضخم، فقد أشاد أحمد التويزي بتقدير الحكومة لنسبة 2 بالمائة فقط، معتبرًا أن أن هذا الرقم "رهان جيد" بالمقارنة مع دول الاتحاد الأوروبي التي تعاني من معدلات تضخم مرتفعة، ما يعكس صمود الاقتصاد المغربي رغم الظروف العالمية الصعبة

في نهاية الأمر فإن ماقاله أحمد التويزي داخل مجلس النواب أعاد إلى الواجهة النقاش حول نجاعة منظومة الدعم وتدبير الدقيق الأبيض في المغرب، وطرحت أسئلة حقيقية حول العدالة الاجتماعية في توزيع الموارد العمومية

كما شكلت دعوته إلى إصلاح جذري وحقيقي في نظام المقاصة وإعادة توجيه الدعم المباشر إلى الفئات الفقيرة، خطوة جريئة تعكس إرادة سياسية لتصحيح مسار طويل من الهدر المالي وسوء التوزيع

ويبقى الرهان الأكبر اليوم هو الانتقال من منطق "الدعم العشوائي" إلى دعم ذكي وشفاف يحقق العدالة ويحافظ على كرامة المواطن المغربي.

المصادر:

هسبريس + akhirsaa


تعليقات