 |
| المغرب يسجل 400 حالة طلاق وتطليق كل يوم. مصدر الصورة: unsplash |
الفرق بين الطلاق والتطليق وأحدث إحصائيات سنة 2024 حسب تقرير المجلس الأعلى للسلطة القضائية في المغرب
يُعدّ الطلاق والتطليق من أكثر المواضيع الأسرية إثارة للنقاش في دولة المغرب، خاصة مع تزايد معدلات الانفصال خلال السنوات الأخيرة. ورغم تشابه المفهومين اللذين يوصلان إلى نتيجة واحدة وهي إنهاء العلاقة الزوجية، إلا أن بينهما اختلافات قانونية وإجرائية جوهرية يجب فهمها بدقة.
 |
| الفرق بين الطلاق والتطليق |
الفرق بين الطلاق والتطليق
الطلاق؟
الطلاق هو حلّ ميثاق الزوجية بإرادة الزوج أو باتفاق الطرفين، ويتم وفق أحد الشكلين التاليين:
- الطلاق بإرادة الزوج: يحقّ للزوج أن يُطلّق زوجته، لكن تحت إشراف قضائي لضمان حقوق الزوجة والأبناء.
- الطلاق بالاتفاق: يتمّ عندما يتفق الزوجان على إنهاء العلاقة الزوجية وديًّا، مع تحديد الالتزامات المالية والنفقة والحضانة.
النتيجة: الطلاق يتم بقرار من الزوج أو بالتوافق بين الزوجين، بعد مصادقة المحكمة.
التطليق؟
أما التطليق فهو حل ميثاق الزوجية بحكم قضائي، ويكون غالبًا بناءً على طلب الزوجة لأسباب مثل الضرر أو الشقاق أو الغياب.
إجراءات التطليق:
- تبدأ الزوجة برفع دعوى إلى المحكمة.
- تحاول المحكمة الصلح بين الطرفين.
- في حالة فشل الصلح، يُصدر القاضي حكم التطليق.
النتيجة: العلاقة الزوجية تنتهي بقرار قضائي بعد إثبات الأسباب التي تطلبه الزوجة، مثل الضرر أو الشقاق، وهو ما يُعرف (بالتطليق للشقاق).
 |
| إحصائيات الطلاق والتطليق في المغرب لسنة 2024. مصدرالصورة: pixabay |
إحصائيات الطلاق والتطليق في المغرب لسنة 2024
كشف التقرير السنوي للمجلس الأعلى للسلطة القضائية أن محاكم المملكة شهدت ارتفاعًا طفيفًا في حالات الانفصال، حيث سُجّل:
- 40,214 قضية طلاق خلال سنة 2024، أي بمعدل يزيد عن 110 حالة يوميًا، بزيادة 0.5% مقارنة بعام 2023.
- صدر 40,771 حكم طلاق من أصل 43,607 قضية رائجة، بنسبة تنفيذ بلغت 101.4% من القضايا المسجلة.
أنواع الطلاق في المملكة المغربية
وفق التقرير ذاته، اتضح أن الطلاق الاتفاقي (بالتراضي) هو الأكثر شيوعًا بين المتزوجين المغاربة:
| نوع الطلاق | عدد القضايا | النسبة المئوية |
|---|---|---|
| الطلاق بالتراضي | 38,858 | 96% |
| الطلاق قبل البناء | 1,217 | 3.1% |
| الطلاق الرجعي / الخلع / المملك | أقل من 0.35% | - |
 |
| تطور الأرقام مقارنة بسنة 2023. مصدرالصورة: pixabay |
تطور الأرقام مقارنة بسنة 2023
- زيادة في الطلاق الاتفاقي بنسبة +0.2%
- ارتفاع في الطلاق قبل البناء بنسبة +12.9%
- ارتفاع الطلاق المملك بنسبة +33.3%
- انخفاض الطلاق الرجعي بنسبة -3.4%
- انخفاض الطلاق بالخلع بنسبة -37%
يُوضح التقرير أن أغلب الأزواج باتوا يفضلون إنهاء الزواج وديًّا، لما في ذلك من أثر إيجابي على استقرار الأبناء وتخفيف النزاعات.
 | |
|
قضايا التطليق تتضاعف
في المقابل، عرفت قضايا التطليق ارتفاعًا ملحوظًا سنة 2024، إذ تم تسجيل:
- 107,681 قضية تطليق أمام المحاكم.
- تم البتّ في 109,492 قضية، أي بمعدل يقارب 300 حكم يوميًا.
وشكل التطليق للشقاق أكثر من 97% من مجموع القضايا، بينما بقيت الأنواع الأخرى (كالغيبة أو الضرر أو عدم الإنفاق) ضعيفة جدًا.
لماذا يفضل الأزواج مسطرة التطليق؟
يرى التقرير أن مسطرة التطليق أصبحت أكثر اعتمادًا من الطلاق العادي، لأسباب متعددة، من أبرزها:
- سهولة الإجراءات، خاصة في التطليق للشقاق الذي لا يشترط تبليغًا شخصيًا.
- مرونة الاختصاص المكاني وفق الفصل 212 من قانون المسطرة المدنية، حيث يمكن رفع الدعوى بالمكان الذي يوجد فيه بيت الزوجية أو موطن الزوجة أو مكان عقد الزواج.
- الطلاق لا يصبح نهائيًا إلا بعد الإشهاد عليه لدى العدلين، بينما ينتهي الزواج في التطليق فور صدور الحكم القضائي.
تُظهر الأرقام الصادرة عن المجلس الأعلى للسلطة القضائية بالمغرب أن وتيرة الطلاق والتطليق لا تزال في ارتفاع مستمر، لكن مع تحول واضح نحو الطلاق بالتراضي والتطليق للشقاق، ما يعكس تغيرًا في ثقافة الأزواج المغاربة في التعامل مع الخلافات الزوجية، والسعي نحو حلول أكثر مرونة وسلامًا.
المصادر: