![]() |
| دعوات لمقاطعة كنتاكي بسبب سخريتها من لامين يامال. مصدرالصور: pixabay |
بين سخرية "كنتاكي" وغضب الجماهير
تباينت ردود فعل جماهير كرة القدم حول العالم بعد خسارة فريق برشلونة أمام غريمه التقليدي فريق ريال مدريد في الكلاسيكو، ضمن الجولة العاشرة من الدوري الإسباني لموسم 2025-2026، حيث وجد النجم الشاب لامين يامال نفسه في وسط عاصفة من الجدل والسخرية، لم تهدأ حتى بعد انتهاء المباراة
![]() |
| لامين يامال وأدائه الباهت. مصدر الصورة: unsplash |
لامين يامال وأدائه الباهت
دخل الاعب لامين يامال اللقاء بتطلعات كبيرة، خاصة بعد تصريحاته النارية التي سبقت المواجهة، والتي وصف فيها فريق ريال مدريد بـ"السارقين"، في تلميح أثار غضب جماهير الفريق الميرنغي وأشعل أجواء الكلاسيكو قبل أن تبدأ
لكن على أرضية ملعب سانتياجو برنابيو، خيّب اللاعب الإسباني الشاب لامين يامال آمال جماهير فريقه برشلونة، إذ قدّم أداءً باهتًا، وفشل في تهديد دفاعات فريق ريال مدريد بالشكل المنتظر، ما جعل الانتقادات تنهال عليه بعد المبارات
هزيمة فريق برشلونة بنتيجة 2-1 لصالح فريق ريال مدريد لم تكن الصدمة الوحيدة بالنسبة لبرشلونة، بل امتدت الأزمة إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي تحوّلت إلى ساحة مفتوحة للسخرية والتنمر من اللاعب الشاب لامين يامال ساحب 18 سنة، أحد أبرز المواهب الشابة في الكرة الإسبانية و العالمية
![]() |
| التنمر بعد المبارات. مصدر الصور: unsplash/pixabay/chatgpt |
التنمر بعد المبارات
بعد انتهاء المبارات اشتعلت المنصات الرقمية في إسبانيا وخارجها، فقد اعتبر الاكثيرون أن اللاعب لامين يامال لم يكن على قدر التحدي، بل أن البعد حمله مسؤولية الهزيمة
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعية تقييمًا مزعومًا لأداء اللاعب بلغ 3.9 من 10، ليصبح هذا الرقم محور موجة من السخرية التي غذّتها بعض الحسابات الساخرة وحتى العلامات التجارية الكبرى
من بين أكثر التغريدات استفزازًا، كانت من حساب سلسلة مطاعم الدجاج المقلي الشهيرة "كنتاكي" (KFC) في إسبانيا،والذي نشر تغريدة قارن فيها بين تقييم لامين يامال وسعر وجبة اقتصادية بقيمة 3.99 يورو، مع تعليق ساخر يقول: "على الأقل وجبتنا لا تخذلك"
هذه التغريدة، انتشرت بشكل فيروسي، مما أثارت حفيظة واسعة من عشاق برشلونة الذين اعتبروا الأمر إهانة متعمدة لنجم واعد لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره
![]() |
| دعوات للمقاطعة بعد غضب الجماهير. مصدر الصور: unsplash/pixabay |
دعوات للمقاطعة بعد غضب الجماهير
رد الفعل لم يتأخر، فقد دعا الكثير من محبي فريق برشلونة إلى مقاطعة مطاعم "كنتاكي" في إسبانيا، معتبرين أن هذه الشركة تجاوزت حدود التسويق إلى السخرية من لاعب شاب يمر بفترة ضغط نفسي كبير
وقد انتشرت على منصة "إكس" تويتر سابقًا الآلاف من التعليقات الغاضبة، بعضها اتهم هذه العلامة التجارية بالاستغلال الرخيص للأخطاء البشرية، في سبيل كسب التفاعل والانتشار المجاني
في مقابل ذلك، دافع البعض عن التغريدة واعتبروها "مجرد مزحة تسويقية"، مشيرين إلى أن السخرية جزء من ثقافة كرة القدم الحديثة، وأن المشاهير يجب أن يتقبلوا النقد بروح رياضية
![]() |
| التقييم الحقيقي لامين يامال. مصدر الصور: iconfinder/chatgpt |
التقييم الحقيقي لامين يامال
بعد مدة قليلة، اتضحت الحقيقة، أن الرقم (3.9) والذي انتشر في الأول لم يكن رقمًا حقيقيًا، إذ منحت الصحف والمواقع الرياضية الإسبانية تقييمات تتراوح بين 6 و6.8 من 10 لأداء لامين يامال، علمًا أنه يعتبر تقييم منخفضًا بالنسبة لموهبته الكبيرة، لكنه بعيد تمامًا عن السخرية التي تعرّض لها
ورغم تصحيح المعلومة، فالضرر كان قد وقع بالفعل؛ فقد تحولت التغريدة إلى مادة إعلامية ضخمة، جرى تداولها في آلاف المنشورات، ما زاد الضغط على اللاعب وأسرته
![]() |
| ماذا قال الناس في مواقع التواصل. مصدر الصورة: unsplash |
ماذا قال الناس في مواقع التواصل
أحد المشجعين كتب وهو غاضب: "يجب تأديب لامين جمال بركنه على الدكة عدة مباريات حتى يعرف أنه في نادٍ كبير مثل برشلونة"
في المقابل، دافع البعض عن لامين يمال، ومنهم شخص كتب: "لامين يامال قاهر مدريد ومعذبهم الأول.. لا تقلقوا، القادم أعظم"
في حين كتب حساب يحمل اسم "الملك": "عمره 18 سنة فقط، دخل عالم الشهرة بسرعة، وما يحدث له طبيعي.. سيتعلم مع الوقت"
أما شحص آخر رأى أن مستقبل اللاعب في خطر، وقال: "سينتهي لامين يامال قريبًا جدًا، لا يجتمع حب اللهو وعدم الانضباط في لاعب محترف".
![]() |
| منع من الظهور في وسائل الإعلام. مصدر الصور: unsplash/iconfinder |
منع من الظهور في وسائل الإعلام
مع تصاعد هذا الجدل، كشفت تقارير صحفية إسبانية أن إدارة نادي برشلونة قررت فرض حظر إعلامي مؤقت على اللاعب لامين يامال، ومنعه من الظهور في اللقاءات التلفزيونية والفعاليات العامة لفترة محددة، جاء ذلك حمايتُا له من الضغوط النفسية والإعلامية المتزايدة عليه
وكان من المقرر أن يشارك لامين يامال في مقابلة مصوّرة مع أحد المؤثرين، لكن النادي ألغى حضوره في اللحظات الأخيرة تجنّبًا لمزيد من الجدل الذي قد ياتي بعد المقابلة المصوّرة مع المؤثر
أكدت مصادر من داخل النادي أن القرار يهدف إلى "إعادة تركيز اللاعب على الجانب الرياضي" ومنحه الوقت الكافي لاستعادة الثقة بنفسه، خصوصًا أن لامين يامال يُعتبر أحد الركائز المستقبلية لمشروع برشلونة الجديد
![]() |
| والده وتصريحاته مصدر الصورة: unsplash |
والده وتصريحاته
اللافت في الأمر هو أن والد -اللاعب لامين يامال-، منير نصراوي، دخل هو أيضًا على خط الجدل عبر منشور نشره على حسابه في منصة "إنستغرام"، وقد كتب فيه: "الحمد لله! إنه ما زال في الثامنة عشرة. نراكم في برشلونة"
تصريحه هذا اعتُبر ردًا ساخرًا على موجة السخرية التي طالت ابنه، خاصة من جماهير ريال مدريد وكان منير نصراوي قد نشر قبل المباراة مقطعًا طريفًا أثناء تحضيره للطعام، قال ممازحًا فيه : "أنا أطبخ هنا، وابني سيطبخهم هناك"، في إشارة إلى توقع تألق ابنه لامين يامال أمام فريق ريال مدريد.
![]() |
| كنتاكي بين التسويق والسخرية. مصدر الصور: unsplash/pixabay |
كنتاكي بين التسويق و السخرية
من الناحية التسويقية، يرى خبراء الإعلام الرقمي أن "كنتاكي" (KFC) كانت ضربة تسويقية ذكية لكنها غير أخلاقية
فقد استغلت شركة "كنتاكي" صاحبة الدجاج المقلي الشهير تفاعل الجماهيري الكبير على الكلاسيكو لتصدر الترند وتحقق ملايين المشاهدات، إلا أن الثمن كان تشويه صورة لاعب شاب مازال في بداية مسيرته الكروية
وقد أشار بعض المحللين إلى أن التسويق الساخر بات سلاحًا ذا حدين: فهو يحقق انتشارًا هائلًا، لكنه قد يؤدي إلى أزمات أخلاقية وإعلامية، خصوصًا عندما يكون المستهدف شخصًا في عمر الثامنة عشرة لم يكتسب بعد الخبرة الكافية للتعامل مع مثل هذه الضغوط
![]() |
| إصابة مزمنة تفسر أداء لامين يمال الضعيف مصدر الصورة: unsplash |
إصابة مزمنة تفسر أداء لامين الضعيف
نشرت تقارير رياضية إسبانية كشفت أن لامين يامال يعاني منذ مدة من إصابة مزمنة في منطقة العانة أثرت على جاهزيته البدنية، وهو ما يفسر التراجع الملحوظ في أدائه
وخلال مباراة الكلاسيكو، بدا اللاعب الشاب مرهقًا في المواجهات الفردية، خاصة أمام المدافع "ألفارو كارّيراس"، الذي تفوق عليه في أغلب الثنائيات
لاتسبق الأحداث
مبارات الكلاسيكو تبقى دائمًا أكثر من مجرد مباراة كرة قدم، فهي صراع تاريخي بين فكرين ومدرستين في اللعب
وفي مثل هذه المواجهات الكبرى، لا يجب أن تستبق الأحداث بالتصريحات النارية، فالكلمة قد تتحول إلى سلاح ضدك إذا كان أداؤُك في الملعب سيءً
وهذا ما حدث تمامًا مع اللاعب لامين يامال فاللاعب الشاب دخل المباراة مثقلًا بضغوط نفسية بعدما كان قد صرح بتلك التصريحات المثيرة قبل المبارات، ليجد نفسه في بعد صافرة النهاية محورًا لعاصفة إعلامية قد تترك أثرًا طويلًا على مسيرته الكروية
في نهاية الأمر، خرج فريق برشلونة من الكلاسيكو خاسرًا، بينما خرج لامين يامال خاسرًا الثقة مؤقتًا، لكنه كسب درسًا ثمينًا في عالم الاحتراف، حيث الضغوط لا ترحم، والشهرة لا تُدار بالعواطف.
أما تغريدة شركة "كنتاكي" التي جمعت ملايين المشاهدات، فقد تكون ربحت المعركة الرقمية، لكنها كشفت الجانب القاسي من وسائل التواصل الاجتماعي حين تتحول السخرية إلى وسيلة ترويج
فالكلمات، مثل الوجبات الرخيصة، تُستهلك بسرعة… لكن أثرها قد يبقى طويلاً في ذاكرة من طالتهم.
المصادر:
aljazeera.net/ eremnews / 365scores









