![]() |
| اغتصاب جماعي لطفل في موسم مولاي عبدالله بمدينة الجديدة. مصدر الصور:unsplash |
الأم تكشف التفاصيل
اهتزت مدينة الجديدة على وقع جريمة مروعة تتعلق باغتصاب جماعي لطفل يبلغ من العمر13عاما يتيم الأب يعيش مع والدته، توجه هذا الطفل إلى موسم مولاي عبد الله بمدينة الجديدة بهدف الترفيه وقضاء بعض الأوقات بعيدا عن منزله الذي يعيش فيه مع والدته المريضة نفسيا
إذا به يجد نفسه ضحية جريمة هزت المجتمع المحلي والرأي العام المغربي، وبحسب أقوال الطفل ووالدته فقد تعرض لاغتصاب جماعي من قبل عدد من الأشخاص الذين كانوا معه لمدة أسبوع كامل داخل موسم مولاي عبد الله بمدينة الجديدة
ونقلت الجريدة الالكترونية هيسبريس كلاما قاله الطفل ضحية الاغتصاب بصوت متقطع "ندمت حتى مشيت لهاذ الموسم"، معبرًا عن الشعور بالندم والخوف لما تعرض له هذا الطفل
وحسب ما كتبته جريدة هسبريس في موقعها فقد انتقلت إلى جماعة مولاي عبد الله حيث التقت بالطفل ووالدته وأضافت الجريدة أن ملامح الأم بدأت شاحبة ومرتبكة، وملتصقة بابنها الذي بدوره لايزال تحت تأثير الصدمة النفسية أو تأثير المخدرات
وكتبت الجريدة أيضا أن الأم قالت "محنونا هذ الناس، وتكرفصوا ليا على ولدي، ومعرفتش أشنو شربوه في المونادا ووكلوه في السفنج، حتى أصبحت الدوخة والنوم لا يفارقانه. بغيتهم يتشدوا ويتحكموا"، قبل أن تغلبها دموعها، مؤكدة شعورها بالعحز والألم تجاه ما حصل لفلدة كبدها
![]() |
| خيمة متنقلة، موسم مولاي عبدالله، عدد أصدقاء الطفل. مصدرالصور: pixabay/unsplash |
رحلة الطفل إلى الموسم
وفق ما روته الأم وطفلها، فقد حكى الطفل لوالدته بأنه سيسافر من مدينة اليوسفية إلى موسم مولاي عبد الله المقام بمدينة الجديدة، رفقة صديق تعرف عليه في السوق، وأخبرها أنه كان من المقرر أن يعود في اليوم التالي، وقد باع الطفل كمية من الزرع للحصول على بعض المال، بينما ساعده صديقه بمبلغ بسيط من الدراهم للوصول إلى الموسم.
مع وصولهم زاد عدد المرافقين لهم ليصل إلى أكثر من 11 شخصا، من بينهم فتاة غادرة لاحقا، ليبقوا في خيمة متنقلة داخل فضاء الموسم، حيث أنهم بدأوا يغيرون مكان الخيمة المتنقلة من مكان للآخر وبعد فترة، انتقلوا إلى إحدى البنايات القريبة، بعد ذلك شرعوا في استهلاك بعض أنواع المخدرات
على لسان والدة ضحية الاعتداء فإن المجموعة كانت تركز على ما يسمى بـ"السيليسيون"، وهو نوع من المخدرات الرخيصة، حيث أن الطفل كان يجلب هو وصديقه هذا النوع من المخدرات لأفراد المجموعة ويجبران على استنشاقها، الشيئ الذي جعل صديقه يفطن بأن هناك شيئ غير عادي.
خلال اليومين الأولين، كانت المجموعة تتصرف بشكل طبيعي نسبيا، إلا أن الأمور تبدلت في اليوم الثالث بعدما علم الطفل أنه يتعرض لإعتداء جنسي من قبل أحد افراد المجموعة، هذا ما أكدته الأم كما أنهم طلبوا من الضحية وصديقه البحث عن الفتاة التي كانت قد غادرة المجموعة لإعادتها، لكنهم لم ينجحوا في المهمه
بعد انتهاء المسوم رجع الطفل إلى منزله الموجود في مدينة اليوسفية، حيث أخبر والدته بأنه تعرض لاعتداء جنسي جماعي، مؤكدا لها أنه يشعر بألم في جسده، علما أن والدته لاحظت أن ابنها في حالة غير طبيعية، يتوهم مواقف غير طبيعية لأسرته وبيته، معبرا على أنه لا يرغب في زيارة موسم مولاي عبدالله من الأساس.
![]() |
| نقل الطفل للمستشفى المحلي بمدينة اليوسفية ومستشفى بمراكش لإجراء الفحوصات، تحرك عناصر المركز القضائي بسرية وجهوية الجديدة للتنتقل لمدينة اليوسفية. مصدرالصور: pixabay/unsplash |
تدخل السلطات والمستشفى
بعدما علم الجيران والجمعيات المحلية بالواقعة، سارعوا لنقل الطفل إلى المستشفى المحلي بمدينة اليوسفية لإجراء الفحوصات الأولية، غير أن النتائج لم تكشف أي علامات واضحة نتيجة مرور مدة زمنية منذ وقوع الحادث، ومن تم نقل الطفل إلى مستشفى بمراكش لإجراء فحوصات أكثر دقة
إلا أن الطفل رفض الخضوع لبعض الفحوصات، وقد رجحت والدته أن عدم رغبته في الخضوع لبعض الفحوصات ناتج عن الخوف أو الألم أو الصدمة وقد يكون ربما ناتج عن تأثير المخدرات، التي مازال الطفل يعاني منها لحدود تلك اللحظة
بعد ابلاغ النيابة العامة بما وقع وماتعرض له الطفل من تخدير واغتصاب، تحركة عناصر المركز القضائي بسرية وجهوية الجديدة لتنتقل لمدينة اليوسفية بناء على تعلميات النيابة العامة، حيث سلم الطفل ووالدته ليتم نقلهما إلى مدينة الجديدة لاستكمال التحقيق، حيث أن الجريمة وقعت في مولاي عبدالله ضمن نطاق الاختصاص الترابي لمحكمة الاستئناف لمدينة الجديدة
![]() |
| الدعم النفسي والمعنوي لضحية الاغتصاب بموسم مولاي عبدالله ووالدته |
الدعم النفسي والمعنوي
كتبت جريدة هسبريس الاكترونية أن أم الضحية أشادت بمجهودات السلطات المحلية، وقالت: "هاذ الجدارمية في الجديدة تهلاو فينا، ووفروا لنا المبيت والأكل، الله يرحم ليهم الوالدين. أنا غير امرأة أرملة وعندي هذا الولد، كنتمنى فيه الخير، محنوني وبغيتهم يشدوهم ويحكموهم، ومننساش خير الجيران و الناس لي عاونوني باش مشيت لمراكش لسبيطار"
لتكمل الكلام بأن دعم الجيران والجمعيات ساعداها على متابعت ابنها وتوجيهه نحو الاستشفاء الطبي والعلاج النفسي حسب معلومات أولية من مصادر قريبة من الملف، فإن الطفل يسخضع لفحص طبي شرعي بمستشفى محمد الخامس، وسيتم الاستماع إلى الطفل بحضور والدته بعد استقرار حالته النفسية الصحية
حتى تكون إفادته مجدية بعد ذلك ستنطلق الأبحاث الميدانية و التقنية بناء على تقرير الطب الشرعي، بهدف الكشف عن كل الخيوط لهذه الحادثة وتوقيف جميع المشتبه بهم قبل عرضهم على السلطات لاتخاد القرار القانوني المناسب لهم.
![]() |
| جمعية (ماتقيش ولادي) نجيب أديب جمعية (ماتقيش ولدي) نجاة أنور. مصدر الصور: facebook |
المطالبة الحقوقية
أعربت جمعيات حقوقية، خصوصا المهتمة بقضايا وحقوق الأطفال عن استنكارها الشديد للواقعة مطالبين بكشف تفاصيلها الكاملة للرأي العام وفق مراحل التحقيق، مع التركيز على توفير الدعم النفسي والمادي للضحية ووالدته، نظرا للظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها بعد وفاة والده الذي كان يعيل أسرته
كما أن هذه الجمعيات شددت على إعادة إدماج الطفل في الحياة المدرسية لضمان استمرارية تحصيله على التعليم والتربية الجيدة ، مؤكدتا على أن الاعتداءات الجنسية على القاصرين انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، وتشكل جريمة يعاقب عليها القانون الجنائي في المغرب
وأوضحت الجمعيات أن ما تعرض له الضحية من استغلال جنسي يُعد عنفًا وتعذيبًا نفسيًا وجسديًا، وله تأثيرات اجتماعية طويلة على الطفل وأسرته،
جمعية "ماتقيش ولدي"
كما أعربت نجاة أنور، رئيسة منظمة "ما تقيش ولدي"، عن صدمتها من هول هذه الحادثة، وقالت أن "اغتصاب طفل بريء من طرف 14 شخصًا يُعد قمة انعدام الضمير"
مؤكدة على أن هذه الواقعة تكشف حجم
الخطر الذي يواجه المجتمع المغربي، وأن الصمت الذي يحيط بالاعتداءات الجنسية في
المغرب يجب كسره.
وقد وجهت نجاة أنور نداءً قويًا للسلطات القضائية، مطالبة فيه بإنهاء أي "ظروف تخفيف" قد يستفيد منها
الجناة، مؤكدة على ضرورة فرض عقوبات صارمة ورادعة بحق مغتصبي الأطفال.
وقد أعلنت جمعية "ما تقيش
ولدي" أنها ستنضم كطرف مدني في القضية لمؤازرة والوقوف بجانب الضحية وعائلته
ومتابعة الملف امام القضاء لضمان تحقيق أقصى العقوبات في حق هؤلاء المعتدين
جمعية "ماتقيش ولادي"
وقد دعت أيضا نجيب أديب، رئيسة جمعية "ما تقيش ولادي"، إلى تطبيق عقوبات شديدة أكثر من العقوبات العادية بحق هؤلاء "الوحوش" الذين يستهدفون الأطفال، مقترحة حلولا جذرية لتعزيز الحماية وقالت في تصريح لها لجريدة هسبريس: "يبقى الحل في العقوبات القاسية وربما حتى الإخصاء النهائي… كما يقول المثل الشعبي: 'قطع هبرة تبرا'"
![]() |
| توقيف شخص راشد مشتبه فيه في قضية موسم مولاي عبد الله بالجديدة. مصدر الصورة: pixaba |
التوقيف والتحقيق
أمر الوكيل العامة للملك لدى محكمة الاستئناف بالجديدة، بوضع شخص راشد تحت تدبير الحراسة النظرية للاشتباه في تورطه بهتك عرض قاصر، في حين تتواصل الأبحاث لتحديد باقي الأشخاص (المعتدين) المتورطين بناءً على إفادة الضحية وتم إخضاع الضحية لفحص طبي شرعي والاستماع إليه بحضور والدته
كما تم فتح تحقيق قضائي لتوثيق جميع الملابسات ووفق المصادر الحقوقية، فإن التحقيقات جارية لتفعيل الخلايا المتخصصة لمناهضة التعذيب ضد النساء والأطفال، وتقديم الدعم النفسي الكامل للطفل لمواجهة الآثار النفسية العميقة الناتجة عن الحادثة، والتي شملت الهلوسة والجوع والصدمات النفسية المتراكمة.
![]() |
| وصية الحقوقية أمال التمار، المنسقة الجهوية لمنظمة "ما تقيش ولدي" للأسر المغربية. مصدر الصور: unsplash/facebook |
الوقاية والتوعية الأسرية
قالت الحقوقية أمال التمار، المنسقة الجهوية لمنظمة "ما تقيش ولدي"، لجريدة صوت المغرب أن تكون هناك توعية أسرية وثقافة جنسية مبكرة لحماية الأطفال من هذه الجرائم
ودعت أمال التمار من خلال تصريح لجريدة
صوت المغرب إلى الحوار المستمر داخل الأسر المغربة وتربية أطفالهم على الوعي
بالحقوق الشخصية والجسدية، مع التأكيد على دور الأسرة في الوقاية قبل وقوع مثل هذه
الاعتداءات
وقالت أيضا لنفس الجريدة أن كسر الطابوهات المرتبطة بالثقافة الجنسية يمكن أن يقلل بشكل كبير من احتمالية وقوع مثل هذه المآسي
كما نادت الجمعيات الحقوقية بضرورة تفعيل "خلية حماية النساء والأطفال من العنف والاستغلال الجنسي" وتوفير الإمكانيات اللازمة لها لأداء مهامها بفعالية، بالإضافة إلى إحالة الطفل الضحية على متابعة علاجية نفسية عاجلة لمعالجة الصدمات الناتجة عن الحادث.
![]() |
| ردود فعل سكان إقليم الجديدة والرأي العام المغربي. مصدر الصورة: unsplash |
رد فعل المجتمع
أثارت هذه الواقعة موجة غضب واستياء واسعة بين سكان إقليم الجديدة والشعب المغربي، الذين طالبوا بفتح تحقيق شامل يكشف كل الملابسات وتحديد المسؤوليات بدقة، ومتابعة جميع المشتبه فيهم قانونيًا.
وأكد المجتمع المحلي أن ما تعرض له
الطفل يمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين وحقوق الإنسان، ويستدعي إجراءات رادعة لضمان
حماية الأطفال من مثل هذه الجرائم في المستقبل.







